الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية ما حكاية مؤتمر المصالحة العربي في تونس بحضور الأسد.. وما دور الغنوشي في ترتيبه؟

نشر في  30 سبتمبر 2015  (11:31)

تناقلت العديد من وسائل الإعلام مؤخرا تصريحا لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي «مغازلا» الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه أفاد فيه أنه لا يمتنع عن مشاركة نظام بشّار الأسد في مؤتمر مصالحة عربي تحتضنه تونس يضمّ كافة المتخاصمين كما يتمنى، مؤكدا أنه لا عداوة شخصية له مع الأسد ومع النظام السوري.
وقد أثار هذا التصريح ردود أفعال كبيرة داخل الأوساط السياسية من ناحية والرأي العام من ناحية أخرى، وذهب بعض الخبراء الى حد اعتبار أنّ تغيّر خطاب راشد الغنوشي المفاجئ تجاه نظام بشار الأسد الذي لطالما ندّد به ووصّفه بالدموي مرتبط بتغيّر موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب السورية من جهة وكذلك أُسوة بتغيّر موقف أردوغان المعادي لبشار الأسد وقبوله بمبدأ حضوره في المفاوضات من جهة أخرى.
من ناحية ثانية اعتبر بعض المحللين السياسيين أنّ تغيّر مواقف راشد الغنوشي يعود إلى تغيّر سياسة حركة النهضة وتخلّصها من نزعتها «الايديولوجية» وهو ما يسجّل لها فارقا إيجابيا في المشهد السياسي خاصة وأنّها عايشت تجربة الحكم.

ونتيجة لما أثاره هذا التصريح من ردود فعل مختلفة راوحت بين التنديد والاستنكار، اتصّلت أخبار الجمهورية بالناطق الرسمي باسم حركة النهضة أسامة الصغير فنفى في البداية جملة وتفصيلا ما تم تداوله على لسان راشد الغنوشي مؤكدا أنه مجانب للصواب ولا أساس له من الصحة.
كما أفادنا الصغيّر من ناحية أخرى أنّ التصريح الحقيقي للغنوشي في هذا الشأن كان قد أدلى به مؤخرا لصحيفة القدس، حيث دعا فيه مختلف الفرقاء في الدول العربية والإسلامية إلى «نبذ خطاب العداوة والبغضاء والتواضع على نهج المصالحة والإخاء»، مشددا على أهلية تونس لاحتضان مؤتمر مصالحة عربي بين كافة المتخاصمين.
وقال الغنوشي في تصريحات لـ «قدس برس»، «ليس هناك من سبيل لحلّ المشكلات بين الناس إما بالسلم أو بالحرب، وبين المسلمين الحرب ممنوعة، فإذا تقابل المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، ولذلك ليس أمامنا إلا طريق المصالحة، ربنا أمر بذلك بقوله (والصلح خير)، ومن أعظم القربات إلى الله الصلح بين المسلمين».
وأضاف «ما نراه اليوم في العالم الإسلامي هو استفحال للعداوات والبغضاء وهدر للطاقات، وليس هنالك من أمة يُهدر من طاقاتها مثلما يحدث في الأمة العربية والإسلامية، وذلك بسبب ضعف دعوات الصلح واستفحال دعوات التحارب والعداوة التي تعدّ من الكبائر .
والدعوة إلى الصلح هي المنهاج الثابت الذي ينبغي أن يجتمع عليه الناس، ومهما اشتدت دعوات العداوات والبغضاء كانت الدعوة للمصالحة أوجب، ولذلك لا ينبغي أن نيأس من جبر الخواطر والتقريب بين الفرقاء».
ورأى رئيس حركة النهضة أن تونس قدّمت مآثر عظمى في التوافق بين المتخاصمين، بما يجعلها مؤهلة لأن تكون ساحة لقاء وحوار بين المختلفين إذا توفرت النوايا الصادقة والعزائم.

وحول الاستعدادات الجارية في تونس لعقد مؤتمر وطني حول الإرهاب والخوف من استهداف تجربة التوافق في تونس، قال الشيخ راشد الغنوشي « نحن نأمل خيرا في كل الأحوال، نعلم أن هناك قوى داخلية وخارجية متطرفة واستئصالية تريد أن تستأصل المخالف باسم الحداثة، وهناك متطرفون يريدون استئصال المخالفين باسم الاسلام عن طريق القوة، ولذلك فالسلم الأهلي مهدد بضروب الاستئصال ذات اليسار وذات اليمين،
ونحن نعتقد أن التيار الوسطي العاقل هو الذي يجب أن يسود سواء كان بين الجماعات العلمانية أو الإسلامية أن تجتمع تحت شمل البلاد والوحدة الوطنية».

منارة تليجاني